ثمَّنَ ناجي نعمان، رئيس مؤسَّسة الثقافة بالمجَّان، الحَراكَ المدنيَّ-الشعبيَّ القائِمَ، ولاسيَّما لجهة إظهاره أنَّ اللبنانيِّين لم يستكينوا لواقع الأمور، وأنَّهم يستطيعون الالتقاءَ خارج الإطار الطائفيّ-المذهبيّ الذي يسعى الساسةُ لاستِعبادهم به. ووجدَ أنَّ على قادة الحَراك أن يتوحَّدوا حول المطالب، ويستعينوا في هذا السبيل بمجلس حكماء من سياسيِّين ونقابيِّين ومفكِّرين وأدباء نظيفين مُتنوِّرين، بحيث يدرسون المَوضوعات، ويعرضون مشاريعهم التغييريَّة حولَها على الشعب عبر وسائل الإعلام، وينطلقون من ثَمَّ لتحقيق المَطالِب بجدولٍ مفصَّل، على أن يكون لهم مندوبوهم في لقاءات الحوار والجلسات الوزاريَّة والنيابيَّة، فيتحوَّلون، بالتالي، سلطةَ رقابةٍ، فيما الشعبُ يدعمُ خطواتِهم على الأرض، وصولاً إلى تحقيق النتائج المَرجوَّة.
وطالبَ نعمان بأن يستعيدَ الشعبُ السلطةَ، بحيث ينتخبُ مجلسًا نيابيًّا جديدًا من خلال قانونٍ حديثٍ يأخذُ بمبدإ النِّسبيَّة، على أن يُحافظَ على حقِّه في انتخاب رئيس الجمهوريَّة، وعلى أن يكون له رأيٌ في الأمور المصيريَّة، وتلك الطَّارئة، عبر الاستفتاء.
كما دعا الحركيِّين إلى تسمية المُنتَهكين، لا إلى تَعميتهم، وحذَّر من تحويل مَسار الحَراك، ولاسيَّما لجهة تحويله ثورةً، مُضيفًا أنَّ الحَراكَ، على ما هو عليه، ليس كافيًا لإجراء التغيير، في حين أنَّ أيَّ ثورة لن تنفع في الوصول إلى الحُلول المَطلوبة، والعامِّيَّاتُ، وثورةُ طانيوس شاهين، ما زالت في البال، وهي لم تتمكَّن من إزاحة الإقطاعَين، السياسيِّ والدينيّ، إلى الآن، فكيف للثورة أن تنفعَ في إزاحة هذَين الإقطاعَين وفسادُهما اليومَ، بعدما انضمَّ إليهما الإقطاعُ الأخطر، إقطاعُ الرأسماليَّة المتوحِّشة؟